ربما يتعذر وصف شاعر راحل بالغياب، طالما جمر قصائده لا يزال يُذكي سهرة الأصدقاء، دفئاً وحنيناً واستعادة للحكايات من شُرفة الذكريات، وزهور شجر الكتابة تأسر بالدهشة العشاق المستيقظين على فاجعة الفقد.
لم يكن رحيل الشاعر أحمد إبراهيم الحربي، استثناءً، فالموت يقطف الأرواح على مدار الساعة، إلا أنه بجسارة نجح في مراوغة المرض أن ينال منه أكثر من مرة، ونقش في وجدان محبيه وعارفيه أنه ماهر في تفادي اللحظات الحاسمة بمد حبال المطال لبعض الوقت.
هناك مثقفون وفنانون يدرّبون من أحبهم على الغياب، بالتدريج، لتخفيف الصدمة، ويتركون أعطر الآثار في زوايا غير ظاهرة لتعاود المصافحات بين حين وآخر.
لنصوص الراحل العزيز خفة الفراشة، وخفقة قلوب عصافير الصباح المبتهجة بالنور، وأصالة اللغة المنحوتة من سحنة الوجوه المتيّمة بوطنها الصغير والكبير، وله تجارب شعرية وسردية، وحضور ثقافي، واهتمام إبداعي، وترحال، واهتمامات بكتابة المقالات، وانفتاح على فضاءات حلّقها بحس الفنان المغرم بالاختلاء بالوسائل ومفاجأة الجميع بالمنتج الضافي والمضيف للتجربة وللحياة ما يثريها، وإن لم يكن واضحاً كل الوضوح، كون الرمزية يستعصي مغزاها على النقاد ولا تتيح نفسها بسهولة، لتظل مراوغة وعصية على الإمساك، ويعوض الكاتب المحكوم باعتبارات عدة بكتابة نص يتمتع بحرية أوسع من حرية كاتبه.
والفقيد شاعر وكاتب قصصي، ولد في بلدة القرفي من وادي جازان في 31 يناير 1957م، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مسقط رأسه، وحصل على الثانوية العامة من ثانوية معاذ بن جبل في جيزان سنة 1397هـ، ثم على دبلوم المعلمين من كلية أبها المتوسطة 1400هـ، وعمل مدرساً في منطقة أبها التعليمية حتى 1404هـ، ثم انتقل إلى منطقة جازان وعمل مرشدًا طلابياً في مدرسة الحسن بن الهيثم، ثم انتقل إلى مسقط رأسه ليعمل مدرساً، ثم مشرفاً ورئيس النادي الأدبي، وخلال ربع قرن صدر له شعراً (رحلة الأمس، والصوت والصدى، وأرقب الشادي، وتقاسيم على جذع نخلة، وقفات على عقارب الزوال، والخروج من بوابة الفل، مزار الخلخال، وقادم كلي إليك، ومع الريح، ومداد العمر، وبلا عنوان، ونبض الفاصلة، وصدرت له مجموعة شعرية كاملة).
فيما أصدر قصته الطويلة (انتهى موسم الحصاد)، ورواية (براق.. عرب ربي) ورواية (غياب) و(يوم كنا) أوراق متناثرة من التقويم القديم، وصهيل الذاكرة.. مقالات وجدانية، وجناية المؤرخين.. نبذة تاريخية، ونخر السيل- مسامرات أدبية، وفحولة النثر وأنوثة القصيدة، ووجدانيات ووفاء، وأشجان طفولية، ومعزوفة الفل، وقراءات انطباعية في وجدان المرآة العربية، والقرفي..التاريخ والناس- كتاب تاريخي وثائقي، وأيام في مصر المحروسة، ورحلات أخرى، وماذا قالوا..؟ ومقالات متنوعة (اجتماعية - سياسية - ثقافية).
لم يكن رحيل الشاعر أحمد إبراهيم الحربي، استثناءً، فالموت يقطف الأرواح على مدار الساعة، إلا أنه بجسارة نجح في مراوغة المرض أن ينال منه أكثر من مرة، ونقش في وجدان محبيه وعارفيه أنه ماهر في تفادي اللحظات الحاسمة بمد حبال المطال لبعض الوقت.
هناك مثقفون وفنانون يدرّبون من أحبهم على الغياب، بالتدريج، لتخفيف الصدمة، ويتركون أعطر الآثار في زوايا غير ظاهرة لتعاود المصافحات بين حين وآخر.
لنصوص الراحل العزيز خفة الفراشة، وخفقة قلوب عصافير الصباح المبتهجة بالنور، وأصالة اللغة المنحوتة من سحنة الوجوه المتيّمة بوطنها الصغير والكبير، وله تجارب شعرية وسردية، وحضور ثقافي، واهتمام إبداعي، وترحال، واهتمامات بكتابة المقالات، وانفتاح على فضاءات حلّقها بحس الفنان المغرم بالاختلاء بالوسائل ومفاجأة الجميع بالمنتج الضافي والمضيف للتجربة وللحياة ما يثريها، وإن لم يكن واضحاً كل الوضوح، كون الرمزية يستعصي مغزاها على النقاد ولا تتيح نفسها بسهولة، لتظل مراوغة وعصية على الإمساك، ويعوض الكاتب المحكوم باعتبارات عدة بكتابة نص يتمتع بحرية أوسع من حرية كاتبه.
والفقيد شاعر وكاتب قصصي، ولد في بلدة القرفي من وادي جازان في 31 يناير 1957م، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مسقط رأسه، وحصل على الثانوية العامة من ثانوية معاذ بن جبل في جيزان سنة 1397هـ، ثم على دبلوم المعلمين من كلية أبها المتوسطة 1400هـ، وعمل مدرساً في منطقة أبها التعليمية حتى 1404هـ، ثم انتقل إلى منطقة جازان وعمل مرشدًا طلابياً في مدرسة الحسن بن الهيثم، ثم انتقل إلى مسقط رأسه ليعمل مدرساً، ثم مشرفاً ورئيس النادي الأدبي، وخلال ربع قرن صدر له شعراً (رحلة الأمس، والصوت والصدى، وأرقب الشادي، وتقاسيم على جذع نخلة، وقفات على عقارب الزوال، والخروج من بوابة الفل، مزار الخلخال، وقادم كلي إليك، ومع الريح، ومداد العمر، وبلا عنوان، ونبض الفاصلة، وصدرت له مجموعة شعرية كاملة).
فيما أصدر قصته الطويلة (انتهى موسم الحصاد)، ورواية (براق.. عرب ربي) ورواية (غياب) و(يوم كنا) أوراق متناثرة من التقويم القديم، وصهيل الذاكرة.. مقالات وجدانية، وجناية المؤرخين.. نبذة تاريخية، ونخر السيل- مسامرات أدبية، وفحولة النثر وأنوثة القصيدة، ووجدانيات ووفاء، وأشجان طفولية، ومعزوفة الفل، وقراءات انطباعية في وجدان المرآة العربية، والقرفي..التاريخ والناس- كتاب تاريخي وثائقي، وأيام في مصر المحروسة، ورحلات أخرى، وماذا قالوا..؟ ومقالات متنوعة (اجتماعية - سياسية - ثقافية).